تسقط نظراتي عليه..فيرتجف شيء ما في داخلي.أسحب نفسي وأمضي خارج الكلية،أسرع الى غرفتي لأفجر الدموع المكبوتة في داخلي..أبكي مشاعري التي غافلتني فجأة فأصبحت أحبه هو لا سواه...
هو الشاب المستهتر الذي لاهم له سوى التنقل من علاقة الى أخرى ومن فريسة الى أخرى..أعنف نفسي وألومها عشرات المرات
لماذا؟! لماذا ؟!
لماذا لم أعد أرى سواه ولا أفكر ألا فيهِ وهو الذي كنت اسخر من كلمات البنات عنه وعن وسامته وثراء عائلته..فكيف لي أن أقع في حفرة حبهِ؟!
كان يتردد علينا في كلية الطب ليرى أحد زملائه لم أصدق حين عرفت أنه طبيب حديث متخرج من ايرلندا فتصرفاته كلها كانت اقرب الى تصرفات المراهقين..أصادفه في احد المجمعات التجارية يطارد أحدى الفتيات أهز رأسي استنكارا وأتساءل هل هذه اخلاقيات طبيب؟
صرت أراه كل يوم بكليتنا يأتي فتتسابق الفتيات لتوقعنه في حبهن. في أحدى المرات همست لي صديقتي بنبرات تصطحب فرحة: أتدرين؟! لقد جاء اليوم من أجلي أنا..فأنا حبه الجديد!
لحظتها ضحكت بوجهها مرددة : وهل هذه الاشكال تعرف الحب ؟!
كانت الهمسات تدور حوله كل يوم..ولا حديث في الجامعة سوى عنه حتى شعرت بأنني بدأت اهتم به شيئا فشيئا.أحسست لحظتها انني احبه ولا اعرف كيف تسلل ألي ذلك الشعور؟ فأنا لم اعرف شابا في حياتي فقد كان هدفي ان انهي دراستي واصبح طبيبة ولا اعرف كيف انفلتت مشاعري غصبا عني ؟شعور غريب انتابني لأول مرة تأتيني الفرحةيخالطها حزن وسعادة يمتزج بخيوطها الالم فأنا اعلم ان حبي له لم يكن سوى وهم ولن يشعر بوجودي في يوم من الايام فهو غارق في علاقاته مع الفتيات فلماذا اشغل تفكيري به؟ حاولت نسيانه ففشلت ولكني قسوت على نفسي ودفنت كل مشاعري بداخلي وصمت .
أستمرت زيارته لكليتنافأرى الفتيات من حولي يذبن عند رؤية فارس احلامهن فأتحاشاه وأمضي حتى فوجئت مرة بنظراته تطاردني في كل مكان محاول جذب انتباهي..وعلى الرغم من حبي له تجاهلته لأني أعلم انني لن أكون سوى فريسة جديدة له.مضت الايام وأنا احاول الهروب من حصاره من نظراته ألي ومحاولاته لجذب انتباهي لأنني على علم بالمصير الذي تنتهي أليه كل علاقاته.حتى كان يوم من ايام امتحانات الكلية جئت باكرا كعادتي للمراجعة قبل دخول الامتحان ففوجئت به ينتظرني عند باب الكلية فتحت كتابي لأذاكر وأذ بيد تغلقه فجأةرفعت نظراتي دهشة لأفاجأ به واقفا فوق رأسي يكلمني بنبرات متوسلة :أرجوك اعطني فرصة لأكلمك ،رددت: ماذا تريد؟
قال لي انه يحبني كما لم يحب من قبل.فأنتفضت واقفة مرددة: أنت آخر من يتكلم عن الحب !قال لي :انتي محقة في الشك بي ولكني احبك ولا اعرف حقيقة كيف احببتك ولكن ثقي قصدي شريف ومستعد للحديث مع اهلك اللحظة هذه لأثبت لك مدى حبي
تركته دون جواب ودخلت قاعة الامتحان وعشرات الاسئلة تدور في رأسي عدت للبيت وانا اشعر بالأسى لمعاملتي الجافة له وافكر بكلامه هل هو صادق في مشاعره هل يحبني بصدق؟
بعد ايام دخلت امي تزف لي الخبر..بان هناك من تقدم لخطبتي وبثقة قالت امي :هذه المرة لن تستطيعي ان تتفوهي بكلمة فهو شاب يحمل شهادة وثري ومن عائلة معروفة .في اليوم التالي جاءني الى الجامعة ليتحدث معي جلسنا نتحادث وانا المح نظرات الغيرة من الفتيات تحاصرني..تحادثنا عن كل شيء واشترطت عليه ان نتزوج فور انهائي الدراسة فقد كنت بالسنة الثانية فوافق.مرت خمس سنوات كأنها حلم اكتشفت خلالها حبه العميق لي وتخرجت من الكلية وكان سعيدا بنجاحي وتم زواجنا بعدما زففت اليه في حفل اسطوري وكانت صديقاتي يحاولن غيظي برقصهن امامه ولكني لم أهتز فقد كان طوال الحفل ينظر أليّ بعيون ملؤها الحب . سافرنا الى شهر العسل ..وبينما كنا نتبضع في شوارع باريس فوجئت بدوار واسقطني أرضا أفقت لأرى نفسي في المستشفى محاطة بالانابيب والاجهزة ورأيت زوجي يبكي؟فسألته عن حالتي فصمت وترك الغرفة .وحين جاء الطبيب عرفت انني مصابة بورم سرطاني في الدماغ.
أستدعيت زوجي وطلبت منه ان يطلقني وينساني ليعيش حياته قاطعني غاضبا بأنه لن تحل محلي أخرى..وأنه قرر تغيير اختصاصه والانتقال الى مجال الاورام.فوجئت بموقفه وبحبه الكبير لي وأدركت ان الحب ليس خيالا بل هو واقع نعيشه..